محليات

موجز عن انطباعات بعض العلماء والقادة المسلمين والقادة غير المسلمين

عن الشيخ السيد أسعد المدني رحمه الله

إعداد: الأخ أ. أ الإجراوي القاسمي

 

 

 

 

رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند وأساتذتها

       عقدت الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند حفلة بجامعها الكبير حضرها جميع الأساتذة والطلاب والموظفين والمنسوبين وأبدى الأساتذة غاية حزنهم وعميق أسفهم على وفاة الشيخ المدني رحمه الله . وأجمعوا على أن الأمة المسلمة الهند بصفة خاصّة فقدت فيه رجلاً عملاقًا وقائدًا حكيمًا وشيخًا مربيًا كان يأخذ بيدها عند كل ملمة . وأنها تعشر اليوم كأنه انحسر عنها ظلّ ظليل .

       وانتهت الحفلة بدعاء رئيس الجامعة فضيلة الشيخ مرغوب الرحمن الذي قال: إن الجامعة حرمت رئيسَ المعنيين بقضاياها اليوم .

       وقد نشرت انطباعاتهم تحت عنوان «دارالعلوم تعقد حفلة عزاء على وفاة الشيخ المدني» فلنقرأ في مكانها .

فضيلة الشيخ محمد سالم القاسمي

       أبدى فضيلة الشيخ محمد سالم القاسمي رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند (وقف) وأحد نائبي رئيس هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند عن غاية حزنه على وفاة فضيلة الشيخ المدني من خلال بيان نُشر في شتى الصحف الهندية . وقال : إنه كان محبّبًا وموضع ثقة لدى الناس عن طريق أعماله المحمودة ومساعيه المشكورة ومآثره الخالدة . ولأجل ذلك شعرت الأمة المسلمة بغاية من الحزن والأسى على ارتحاله من الدنيا . من أهم ميزاته الالتزام بالأصول والتوفيق بين القول والعمل وحسن المعاشرة وحبّ الناس . وذلك السبب الذي جعل الناس يقبلون عليه وجعل القلوب تنجذب إليه . ومما يسرني أنه عندما اتصلت به لاستئصال جذور الخلاف الذي لم يزل يستمر منذ 25 عامًا على الأقل ولايزال يتسبب في تصعيد توتر العلاقات ، رضي بذلك بسعة الصدر وطلاقة الوجه وذلك فوق ما ظننت . وهكذا ارتفع الخلاف . مهما يقول الناس ؛ لكنّا أقدمنا على تمهيد الطريق إلى إعادة العلاقات القديمة الوطيدة صادرين عن عاطفة الحب والإخلاص .

فضيلة الشيخ أنظر شاه الكشميري

       في بيان عزاء قال فضيلة الشيخ أنظر شاه الكشميري أحد كبار علماء الهند وشيخ الحديث بدارالعلوم (وقف) بديوبند : كان الشيخ أسعد المدني قائدًا نشيطاً نسيج وحده في القيام بالمساعي من أجل تحقيق مطالب المسلمين الهنود ورفع المظالم عنهم ، وكان خلفا صادقًا لوالده العظيم الشيخ السيد حسين أحمد المدني ، وكان صبورًا على الخلافات والانتقادات ، مؤسسًا لعدد من المؤسسات بما فيها المصرف اللاربوي بديوبند .

فضيلة الشيخ فضل الرحمن رئيس جمعية علماء باكستان

       في كلمات عزاء قدّمها شخصيًّا الشيخ فضل الرحمن أحد كبار القادة والعلماء بباكستان ورئيس جمعية علماء باكستان الذي وصل ديوبند قادمًا من وطنه خصيصًا لتقديم التعازي إلى أسرة الفقيد قال : إن العالم الإسلامي فقد شخصية فذّة ، لاتنسى خدماتها ، ولا يملأ الفراغ الذي حدث بوفاته .

فضيلة الشيخ محمد طلحة نجل المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا رحمه الله

       قال الشيخ محمد طلحة المشرف على جامعة مظاهر العلوم ونجل المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي رحمه الله: إن الشيخ الأخ أسعد كان يحبّه والدي كثيرًا ، وكان يدعوه دائمًا : حبيبي أسعد ، وكان الشيخ كثيرًا ما يحضر بيتي ويتشاور مع والدي في كثير من المهمات . وأدعو الله أن يحرس جميع المؤسسات التي كان هو مدافعًا عنها .

فضيلة الشيخ محمد شاهد أمين عام جامعة مظاهر العلوم

       قال الشيخ محمد شاهد السهارنبوري أمين عام جامعة مظاهر العلوم بسهارنبور: وفاة الشيخ السيد أسعد المدني رحمه الله تشكل جرحًا غائرًا في جسد الأمة الإسلامية ولاسيّما في جسد الشعب المسلم الهندي الذي قد يظل يشعر بألمه لوقت طويل . كان رحمه الله صورة عن عزائم جهادية ومساع نضاليّة .

الشيخ عبد الخالق المدراسي نائب رئيس جامعة ديوبند

       ومن جانبه قال الشيخ عبد الخالق المدراسي نائب رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم / ديوبند : لن تنسى دارالعلوم / ديوبند رفيق دربها في العهد الأخير ، وستظل خدماته السياسيّة والملية منارة نور لنا نحن المسلمين في الهند تضيئ لنا الطرق كلما يشتدّ الظلام .

فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي

       قال فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي رئيس الهيئة التعليمية والملية لعموم الهند وأمين عام جمعية علماء الهند الأسبق : إن رحيل الشيخ المدني هزّ العالم الإسلامي كله هزة شديدة وكبّده بكل معاني الكلمة . كان مؤمنًا غيورًا متدينًا وملتزمًا بأحكام دينه . تلقّى كبير احترام وبالغ قبول حيثما ذهب . رفع الله درجاته في جنات النعيم .

فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

       فضيلة الشيخ الرابع الحسني الندوي رئيس هيئة الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند و أمين عام ندوة العلماء بـ«لكهناو» أعرب عن مدى حزنه قائلاً: إن وفاة فضيلة الشيخ أسعد المدني كارثة فادحة ألمت بالأمة الإسلامية الهندية ، إنه كان يحمل شخصية عملاقة جامعة بين العلم والعمل، والإخلاص والإيثار . ودعْني أقل: إنه كان بقية صالحة للسلف الصالح . الشيخ المدني عمل بجانب التدريس، وتزكية النفوس ، وإصلاح المجتمعات البشرية بخطاباته في حقل السياسة من حيث أنه كان عضوًا للبرلمان لمدةٍ تشتمل على 18 عامًا . وما ادّخر أي وسع في مطالبة الحكومة بحقوق المسلمين حسب عدد سكانهم . فلذا كان لنعي موته فعل وقوع الصاعقة على قلوب المسلمين .

فضيلة الشيخ سعيد الرحمن الأعظمي

       وصف فضيلة الشيخ سعيد الأعظمي رئيس تحرير مجلة «البعث الإسلامي» وعميد دارالعلوم ندوة العلماء بلكهنؤ ، فضيلة الشيخ المدني بعالم جليل وقائد فاقد المثال حُرِمَتْه شبه القارة الهندية . كان يحمل في جنبه قلبًا خفاقًا متألماً ومحترقًا للإنسانية .

فضيلة الشيخ برهان الدين السنبهلي

       وأعرب فضيلة الشيخ برهان الدين السنبهلي أستاذ دارالعلوم ندوة العلماء بلكهنؤ عن عميق ألمه على وفاة الشيخ المدني مشيدًا بإنجازاته الرائعة المنقطعة النظير وقائلاً: إن الفقيد كان نجلاً عظيمًا للأب العظيم استوعب جميع ما كان يمتاز به فضيلة الشيخ حسين أحمد المدني من الصفات الحسنة.

فضيلة الشيخ عميد الزمان الكيرانوي

       قال فضيلة الشيخ عميد الزمان الكيرانوي أحد العلماء والقادة الواعدين مبديًا عن أسفه على وفاة فضيلة الشيخ أسعد المدني: إنه قد حظي باحترام وإكرام في بلاد الهند وخارجها على الصعيدين الشعبي والسياسي مالم يحظ أحد به من معاصريه. يوجد عدد غير قليل من المنتسبين إليه في كل من بلاد باكستان وبنغله ديش وإفريقا الجنوبية . كان من جملة ميزاته كسب الأنصار واجتذاب الأفراد إليه بهدف استخدامهم لخدمة القضايا الإسلامية . فما كان من فاتحي البلاد ، وإنما كان من فاتحي القلوب : «ذٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيْه مَنْ يَّشَاء». أكرمه الله تعالى بوعي سياسي وعصري وبكثرة الاطلاع على الظروف .

فضيلة الشيخ فضيل أحمد القاسمي

       إن ارتحال الشيخ المدني إلى رحمة الله خلّف وراءه فراغًا يستحيل ملؤه . إنه كان يحمل شخصية يقلّ نظيرها فقد كانت ذات حلم وسخاء وإكرام للناس ، مجبولة على خدمة الإنسانية . فقد كان يتألم لكل ما يحدث في العالم ضد الإسلام ويتقلب على أحر من الجمر حينما أصيبت الأمة بمصاب صغيرًا كان أو كبيرًا . واعترفُ بأني تعلّمتُ بصحبته مالم أتعلم بصحبة أي رجل . يُعرف كل إنسان بخدماته ، فخدمات الشيخ المدني في شتى المجالات الإسلامية والشعبية تنطق بعبقريته وإخلاصه وحرصه على خدمة الإسلام والمسلمين .

الشيخ محمد عتيق صديقي

       لقد كان الشيخ المدني غيورًا على دينه وإيمانه ومستوعبًا الوعي العصري المطلوب ومتمتعًا بكل ما يتطلبه العصر . بأي مناسبة كان يسبق جميع القادة في الهند إلى إغاثة الملهوفين والمصابين كما تشهد ذلك الاضطرابات الطائفية التي حدثت في مدينة ميروت ، وعلي جراه ، ومراد آباد ، وولاية غجرات .

الدكتور شكيل صمداني

       قال الدكتور شكيل الأستاذ المساعد في قسم الحقوق بجامعة على جراه الإسلامية معربًا عن شدة حزنه على وفاة الشيخ المدني إنه عمل على جبهتين عبر رصيف جمعية علماء الهند . إحداهما الجبهة التعليمية التي قام بوساطتها بنشر شبكة المدارس والكتاتيب في طول البلاد وعرضها ونفخ الروح التعليمية في المسلمين. والثانية الجبهة السياسية التي اتخذها ذريعة قوية لإيقاظ الوعي السياسي في المسلمين. وذلك كي يحصلوا على التعليم الديني إضافة إلى التعليم العصري المطلوب لدنيا اليوم ، ويطالبوا بحقوقهم ويعيشوا عيشة لائقة بهم . وعلى الرغم من أنه كان في عمره الأخير مُعرَّضًا للأمراض المختلفة ، واصل الجهد لجلب انتباه الحكومة إلى ما يواجهه المسلمون من مشاكل وقضايا . يجدر بالذكر أن الشيخ المدني اُتّهم – بين حين وآخر – بمجاملة حزب المؤتمر ؛ لكنه ما اكترث بذلك ودأب على عمله .

الشيخ أصغر علي إمام السلفي

       وأعرب الشيخ أصغر علي السلفي أمين جمعية الحديث لعموم الهند عن عميق حزنه على وفاة الشيخ المدني . وذلك عبر كلمة عزاء نشرت في الصحف . وقال ثناء عليه إنه كثّف الجهد في سبيل الارتفاع بمستوى جمعية علماء الهند حتى صيّرها منظّمة عالمية عديمة النظير . وفاته وفاة قرن بأسره .

السيدة سونيا غاندي

       في بيان صحفي أدلت به السيدة سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم قالت: إنَّ فضيلة الشيخ المدني كان قائدًا فارع القدمين هابه الناس . وفاته كارثة تاريخية بالنسبة لنا . ووصفتْه بمفكر عظيم وإنسان ذاهمة عالمية وذا عزيمة ماضية . جميع إنجازاته تشكل نورًا يضيء الطريق أمام المنتسبين إليه .

السيد جعفر شريف

       قال السيد جعفر شريف وزير القطار الأسبق وقائد لحزب المؤتمر الوطني إن ارتحال الشيخ المدني خسارة لاتعوَّض وعلى الرغم من أن بعض نظرياته كانت محل الخلاف ، لايمكن إنكار أهميتها .

الأستاذ سيف الدين سوز

       وأعرب عن حزنه الأستاذ سيف الدين سوز عضو البرلمان الهندي قائلاً : إن رحيله كبَّد جمعية علماء الهند بصفة خاصة ؛ لأنها تقدمت خلال عهد رئاسته مالم تتقدم فيما مضى . ودعا الله تعالى أن يدخله فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان .

السيد أجيت سينغ تشودهري رئيس حزب «لوك دال» لعموم الهند

       إن فضيلة الشيخ المدني كان من الذين يُعْنون بخدمة الإنسانية بصرف النظر عن التفريق فيما بينها على أساس الحضارة أو اللغة . كان من أهم ميزاته المناداة بالأمن والسلام والحب والإخاء ورفع لواء البلاد في كل بلد . إن الهند فقدت في شخصه قائدًا متزن الفكر ومتقد العقل .

السيدة أنورادها تشودهري

       وأعربت السيدة أنورادها تشودهري أمينة عامة حزب «لوك دال» لعموم الهند عن بالغ حزنها وصدق مواساتها قائلة: تضحيات الشيخ المدني في سبيل البلاد وشعبها لاتُنسى للأبد . كان سياسيًا عملاقًا رحب الصدر. سلك طريق الحياة بتخطيط واع وإعداد جاد جعله يحتل عرش القلوب .

السيد ناراين دت تيواري

       وقال السيد ناراين دت تيواري كبير وزراء ولاية «أترانجل» ويعلو وجهَه الحزن والألم إني كنت أعرف الشيخ المدني منذ صباه . وبما أنه كان نجل الشيخ حسين أحمد المدني ، قام بخدمات بارزة على المستوى العالمي تليق أن تكتب بمداد ذهبي . وليُعْلم أن السيد ناراين دت تيواري حضر مدينة ديوبند لرفع التعزية إلى أسرة الفقيد برفاق عديد من الوزراء في النظام الحالي في الولاية نفسها. وإلى جانب ذلك تحدث إلى الطلاب في ساحة «مدني أئى. تى. آئي» وطلب منهم أن يقتفوا أثر الشيخ المدني في جميع أقواله وأفعاله . وذلك كي يحققوا النجاح الكبير مثل ما حقّق المدني .

السيد لالو براشاد يادو

       على وفاة الشيخ المدني أعرب وزير القطار لالوبراشاد يادو عن ألمه قائلاً: فَارقَنا مُواسٍ صادق وقائد مخلص بذل النصيحة لنا في كل وقت وأخذ بأيدينا بكل مناسبة . كان يشكل صوتًا جهوريًا بالنسبة للأقليات المسلمة خصوصًا . وكان يؤمن بعلمانية البلاد ويدعو إلى الحفاظ عليها .

السيد منور حسن

       وقال السيد منور حسن عضو البرلمان حاليًا معربًا عن أسفه على وفاته إن الفقيد وقف حياته لخدمة الوطن والإنسانية بشكل لم يشهد مثيله التاريخ المعاصر .

السيد مهيندر سينغ تكيت

       قال السيد مهيندر سينغ تكيت رئيس اتحاد الفلاحين بعد ماوصل منزل الشيخ المدني لرفع كلمات عزاء على وفاته: مثل هذه الشخصية يقل عدده . وقد كان خدّامًا للوطن والشعب.

الدكتور إيم . إعجاز علي

       ومن جانبه أبدى الدكتور إيم . إعجاز علي رئيس الجبهة الإسلامية المتحدة لعموم الهند عن حزنه البالغ على رحيل الشيخ المدني وقال: إنه قاد الأمة الإسلامية قيادة جادة تنم عن الإخلاص عبر كتاباته وخطاباته وحركاته التي انتمى إليها وعمل على إبقاء كيان المسلمين الديني .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محرم – صفر 1427هـ = فبراير – مارس 2006م ، العـدد : 1–2 ، السنـة : 30.